علم الأوفاق :
يبنى هذا العلم على دراسة طبائع الحروف و أسرارها وما يقابلها من أرقام،
ولكل حرف تبعا لهذا العلم وزن ورقم يقابله،
ويؤمن المشتغلون بهذا العلم بقوته وتأثيره ويقولون إن بالإمكان استخدامه تبعا لما يسمونه بالوفق أي التوفيق بين الحروف والأرقام وبين الكلمات وأوزانها.
ويسمى هذا العلم باسم علم الحرف،
ويقول المشتغلون به إنه علم واسع له تطبيقات كثيرة استفاد منها الإنسان على مر الزمان,
وهو علم منتشر في كل أنحاء العالم ،
ويرى هذا العلم أن الكون منظم بدقة وكل شيء يتشكل و يدور فيه بمقدار تحدده الأرقام التي قد يحمل بعضاً منها قوة سحرية تبعاً لما تعنيه ،
وهو أيضا في عرف هؤلاء علم باطني لا يسهل الاشتغال به إلا لمن منح الحكمة والقبول من الله عز وجل.
ويقول المشتغلون به إن هذا العلم من أشرف العلوم التي اشتغل بها الإنسان و الذي أكرمه الله سبحانه و تعالى بمعرفته،
وأن من اشتغل به هو نبي الله إدريس عليه السلام
حيث أن هذه المعرفة وهبت للنبي إدريس ومن هنا جاء الفعل (درس, يدرس, دراسة)
أي التعلم و الكتابة,
ووضع النبي إدريس عليه السلام كما يقول أصحاب هذا العلم والمؤمنون به أسسا وقواعد لعلم الحرف توارثها الحكماء على مر الأجيال.
روح الحرف :
يستند هذا العلم على إعطاء قيمة عددية معينة لكل حرف من حروف الأبجدية وهي قيمة تمثل قوة الحرف أو روحه،
و يمكن أن يكون للحروف قيم أخرى
و لكنها كلها تعتمد على الترقيم الأول لاستنباطها والعمل بها،
وعند دمج هذه الحروف لصنع الكلمة تكون قوة هذه الكلمة مساوية لمجموع قوة الحروف التي تشكلها،
ويكون لهذه الكلمة تأثير على الأشياء بصورة كبيرة
وعند تجميع الكلمات يصبح تأثيرها أقوى وأشد،
ويؤمن أصحاب هذا الرأي أن التأثير يكون أقوى كثيرا عند قول هذه الكلمات بصوت مسموع وليس بكتابتها فقط ,
و أشرف وأقوى هذه الكلمات هي التي قالها الخالق سبحانه و تعالى
و التي أنزلها على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم،
اي كلمات القرآن الكريم,
و تبعا لهؤلاء فإن الله سبحانه وتعالى بين قوة وتأثير هذا العلم عندما أخبرنا أن أول ما خلق من خلقه القلم واللوح المحفوظ ,
وينسب بعض المشتغلين بهذا العلم للإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قوله " لو شئت لأوقرت سبعين بعيرا من باء بسم الله الرحمن الرحيم"
أي لكتبت كتبا عن حرف الباء في البسملة وأسراره تكفي لتحميل سبعين بعيرا.
أساس علم الحرف هو إن لكل حرف قيمة عددية معينة تكون صفة لهذا الحرف أو ما يسمى روحه,
و هي على ترتيب: أبجد هوز حطي كلمن.. الخ.
الجمع الكبير و الجمع الصغير :
يوجد عدة أنواع من حسابات الحروف فجمع الحروف كما هي يسمى الجمع بالحرف الكبير
أما جمع الحروف بتحويلها إلى أرقام فردية مثل حرف اللام = 30 أما تحويله إلى رقم فردي فهو بحذف مرتبة العشرات فيصبح ل = 3
وكذلك بالنسبة للأرقام التي تكون مرتبتها مئوية تحذف المرتبة المئوية.
أمثلة :
لدينا السؤال التالي : ما هو كتاب الله ؟
عند تحويله لأرقام نعطي كل حرف قيمته على حساب الجمع الصغير :
م + ا + هـ + و + ك + ت + ا + ب + ا + ل + ل + هـ
4 + 1 + 5 + 6 + 2 + 4 + 1 + 2 + 1 + 3 + 3 + 5 = 37
إذا قيمة السؤال الرقمية هي 37
و الإجابة على السؤال السابق تكون : هو القرآن الكريم
الآن عند جمع قيم الحروف لجملة (هو القران الكريم)
نجد إن لها نفس القيمة العددية للسؤال : هـ + و + ا + ل + ق + ر + ا + ن + ا + ل + ك + ر + ي + م
5 + 6 +1 + 3 + 1 + 2 + 1 + 5 + 1 + 3 + 2 + 2 + 1 + 4 = 37
إذا قيمة الجواب الرقمية هي أيضا 37
مثال :
عندما توفي السلطان( برقوق ) وهو من سلاطين المماليك البرجيّة،
قاموا بصياغة عبارة تحدد تاريخ وفاته،
وهي : ( في المشمش )،
ويبدو أنهم اختاروا عبارة فيها طرافة ؛ فوفاة برقوق (في المشمش )، والقيمة العددية لهذه العبارة هي : (80+10+1+30+40+300+40+300) = (801)وعليه تكون وفاة السلطان (برقوق ) بتاريخ (801هـ).
ومثال آخر
عندما توفي شاعر اسمه (الدلنجاوي )،
رثاه صديق له وأرّخ لوفاته فقال :
سألت الشعر هل لك من صديق وقد سكن الدلنجاويّ لحــده فصاح وخر مغشياً عليــــه وأصبح راقداً في القبر عنــده فقلت لمن يقول الشعر أقصــر لقد أرختُ: مات الشعر بعده
أعطى الشاعر كلمة مفتاحية تدلنا كيف نحسب حيث قال ( لقد أرخت ) أي احسبوا العبارة التي تأتي بعد كلمة (أرخت )،
وكان يمكن أن يستخدم كلمات أخرى فيها معنى الحساب،
أو الإحصاء،
أو العدد، أو التأريخ،
أي كلمات تشير إلى الجملة التي تحمل القيمة العددية التي أرادها.
وفي هذا المثال تحدد عبارة (مات الشعر بعده ) تاريخ وفاة الدلنجاوي : (40+1+400+1+30+300+70+200+2+70+4+5)= (1123هـ).
واضح أن استخدام هذا الحساب في التأريخ لا غبار عليه من وجهة النظر الشرعية،
لأن الأمر من قبيل الاصطلاحات،
فهو إذن من المباحات.
إلا أن استخدام هذا الحساب في السحر والشعوذة والكهانة والتنجيم،
أساء إلى هذا الحساب البريء.
مثال :
سورة (الحديد ) هي آخر سورة في النصف الأول من سور القرآن الكريم،
وهي السورة الوحيدة التي سميت باسم عنصر من عناصر المادة المعروفة في الطبيعة.
وترتيبها في المصحف هو (57)
والملحوظ أن هذا هو جمّل كلمة (الحديد ) : (1+30+8+4+10+4)= (57 ).
أما كلمة (حديد ) فجمّلها هو (8+4+10+4) =(26).
وقد لاحظنا أن (26) هو أيضاً (العدد الذري ) لعنصر الحديد.
وأنّ (57) هو (الوزن الذري ) لعنصر الحديد.
المعروف في علم الكيمياء أن( العدد الذري) هو عدد البروتونات في الذرة،
وأن ( الوزن الذري ) يتعلق بعدد( البروتونات + النيوترونات )،
فهل هناك قصد في ترتيب السورة وفق الوزن الذري للحديد والذي هو (57)
والذي هو يطابق جمّل كلمة(الحديد)؟!
قد يقول البعض إن الوزن الذري للحديد هو (55,8) وليس (57).
والصحيح أن للحديد (5) نظائر،
أوزانها الذرية (55، 56، 57، 58، 59)،
واللافت للانتباه أن النظير (57) جاء في منتصف الأوزان.
أمّا (55,8) فهو لا يتعلق ببنية الذرات وإنما هو متعلق بنسبة انتشار كل نظير في الطبيعة.
اسم الله الأعظم :
في مسعاهم لمعرفة بواطن الأمور كان اسم الله الأعظم واحدا من أهداف بحثهم مستخدمي نظريات علم الحرف،
فمن المعروف أن لله سبحانه و تعالى تسعا و تسعين اسما من أحصاها دخل الجنة،
لكن هناك اسما واحدا مخفيا هو ما يطلق عليه اسم الله الأعظم،
والذي لا يمكن أن يعرفه إلا من شاء الله له أن يعرفه وهو اسم إن دعي الله به أجاب
وقد عرف هذا الاسم المبارك الأنبياء عليهم السلام،
وبعض الصالحين من العلماء،
ولايمكن للذي يعرف الاسم الأعظم أن يصرح به أبدا لأن معرفة هذا الاسم الشريف هبة ربانية لأشخاص مخصوصين فقط .
المصادر :
alpha-sci
: islamemoon
: wikipedia
0 التعليقات:
إرسال تعليق
يسعدنا تعليقكم ,,